ثلاث قصائد تجريدية؛ عزيز السوداني

(1)
مسَّوَدَة قصيدة

الموجةُ البلهاء تصطدمُ بالموجةِ الأخرى، البحرُ لا يرى تلك الغيمةَ السابحةَ، الشمسُ منزويةٌ خلفَ الأسوارِ، الريحُ تضحكُ ملءَ أشداقِ الزمنِ.



(2)
هواجس التفاصيل

أرسلتها مُجْمَلةً. التفاصيل تُوجعُ القلب تُخفِتُ وهجَ الحروف، أُحبّكِ كلّكِ كما أنتِ هكذا أجمل من تفاصيل قلقة، فكل تفاصيلِ الأرضِ والوشيجُ المُنحطمُ على مسرحِ إبداع الحريةِ تشظياتٌ من رحمِ إمرأةٍ ثكلى.


(3)
بلا ظلٍّ مرة أخرى

لستُ رجلاً فضيّاً لأخشى المطرَ، لي جذورٌ في وجهِ الشمسِ، أنا أُشبِهُ حبّةَ قمحٍ في نيسان، أعشقُ سنبلةً شقراء، لا أملكُ شيئاً سوى قلبٍ مصنوعٍ من أحزانٍ وقصائد تسبحُ في خارطتي، كنت أعرفها، باحة صغيرة محطة للإنتقال إلى عالمٍ مخيفٍ، كانت ترى ورداً أصفراً ثم ترى حصاناً أسوداً هائجاً، إنتُزعَتْ من لحظةِ ظلٍّ خلفَ جدارِ الصوتِ، نعم أعرفها أنا الرجلُ الواقفُ هناك ويداي مكبّلتان، الريحُ تعصفُ بها ربطتْ جميعَ أصابعي، إستنشقتُ عينيها ورسمتها آهاتٍ ظلّتْ تتنزّى في صدري، أُغلقتْ الآفاقُ ودارتْ الأرضُ فأنبتتني مرة أخرى شجرةً بلا ظلٍّ.











عزيز السوداني 
العراق