قصائد تجريدية











"الوردة الحمراء"

عادل قاسم

انا الطفلةٌ الوحيدةُ التي كنتُ بلا لونٍ ولا رائحة، ابنةُ الماءِ الناصعِ البياض. خيطُ ظِلٍ يفشي يُتْمهُ لفصولِ البهجةِ البراقة بمواشيرها كلما حَلَّ الربيعِ بالنَدى والمطر. اتَرْقب ُكَجَمْرةٍ ذاوية انْ يُباركَني بضيائهٍ. انا الملكةُ التي اسبغتْ عَليَ عشتارُ لوني الأحمـــرَ، انا قلْبُ سُهيلِ النابض. انا الزُهْرةُ التي تُدِلُ الضَليلِ كلما اعيتهُ الصحراءُ التي تَسَتبْدِلُ، ثيابَها كل حِين.

 ****



"الوردة الحمراء"

 محمد يزن

هي شريدة رتابة لا معنى لها ولا فحوى. هي في مسرح من اللون الأحمر لا ترى إلا طللا متفحما ينتظر طريقه نحو الزوال الى منفاه الاخير لتفقد عذرية العذوبة في استنشاق العليل. هي لا تشاكس الفراشات فهي جميله كفاية لتطير نحو شمس محرقة لأجنحتها لكنها تحاور الروح الطاهرة التي لبست ثوب العزاء يوم مقدمها من رحم الألم.

  ****





"الوردة الحمراء"

عمر فهد حيدر

أنا وردة حمراء قاتمة اللون، يتباهى العاشقون بسحري. أتراقص بين أخواتي اﻷخريات يتدافع العشاق في عيدهم ﻹعلان الحب عبر مساماتي الخفية، يتبادلون القبل عبر رائحة بتلاتي. أنا الوردة الحمراء لي قلب امتلأ بالحب والعطاء. ومازال يبحث عن حب.


***



"الوردة الحمراء"

علاء الدليمي



مثقلةٌ بالندى، مورقةٌ أمام السيافِ. هو يرومُ قطفها غير مكترثٍ بشذاها وتجدد ثيابها كل صباحِ. وقفتْ شامخةً تجودُ بأنفاسها لتغمرَ المكانِ بأريجٍ أحمرٍ نسجَ للشمسِ خيوطآ مشرقة . يعسوبُ النحلُ يغازلها وكأنها مليكته المدللة.

 ****





"الوردة الحمراء"

 أحلام البياتي


من بؤبؤ الأرض الحبلى ببتلات مورقة ومنعرجة من قلوب السهارى العاشقين لظل الإزرقاق الطائر كمنحنى يجب بالعشق الإلهي ويملأ ذرات المحبة قبلا عابقة بالخجل؛هي قلوب دامعة بالعناق ومتلهفة لشعاع الشمس الدافئة.

 ****




"الوردة الحمراء"

  نصيف الشمري


أنتِ؛ في عالمِ الأمنياتِ، شريط الظفائرِمهداة من عصفورِ الدارِ بلونِ حياتهِ، تعتلين الغصنَ نهاية فوق الراحلين، شاهدة أنَّ الراحِلَ حيٌّ يرزق، وفي الأعراسِ وفاء من حب.

 ****





"الوردة الحمراء"

 كامل مرزوق  


 باسمةٌ شِفاهُ الربيع تحكي الألق، تُعانقُ الشّفق تكتسي الشمسَ مع المساء. كواكبُ السّماء  بنتُ الشهيد تُقبّلُ الوردةَ الحمراء؛ الشاهدة على الحياة.


 ****




"الوردة الحمراء"

  عزيز  السوداني



 الوردةُ الحمراء في غمراتِ الليلِ تنسجُ من عذريةِ عطرها ولونِها القاني قصائدَ عشقٍ تبثها عند إنبلاجِ الصباحِ تُمرّغ خدودَ نضارتِها بخيوطِ الشمسِ، تتوهجُ عندَ تفتّحها تعزفُ لحناً ملائكياً: لو كلُّ العيونِ لديها أملٌ لأصبحَ العالمُ رائعاً

 ****




"الوردة الحمراء"

 مليكة    الحامدي



تسربلنا ذات التّعاريج النّافرة باستفاقة قطرة على سفحها الأخضر يُؤجّج أحمرها السّكران بين ثورة الدم و بكورة الكرز ألف قبلة في فستان عشتار. هي دفء الملتقى بين نبضين تأبطا بركان الشوق و سلّما لرسولة العشق أمانة الانغمار في أقصى القّوة المشعّة. حيث ذروة المنى القابعة في ميسم تنامت بإشباع حوله صحائف ذات وبر لا تشبه إلّا وجه طفلة استفاقت من حلمها الأول للتو.





 ****


"الوردة الحمراء"

 كريم عبدالله



في أعماقها تسكنُ الوحشة ليلاً, كلّما يلتمعُ على أوراقها ضوءُ القمرِ, هي لا تعرفُ الزمن لكنّها تمضي بأحلامها تنتظرُ هطولَ الفجرِ. عاشقةٌ للغبشِ الضحوك. أناملُ الندى رقيقة لا تجرحُ ألوانها, لا تبوحُ بسرِّ الجمال, ولا ب إخضرار الروح , أوغنجِ العطر إلاّ إذا جاءَ الصباح. هي تعرفُ بأنَّ الشمسَ غداً ستغازلها وتفتحُ أبوابها, وأنّ أسراباً مِنَ النحلِ سـتغزوها, تمنحها الرحيقَ دونَ مشقّةٍ, لكنّها لا تعي لماذا تقطفها اصابع مخشوشنة قبلَ الأوان .!

 ****



"الوردة الحمراء"

حسين الغضبان


الارض، بدت نشوتها تزهر على وجهها بعد مانزل الماء، يتزخرف ثوبها بالوان الورود الاّ اللون الأحمر كان ثوبا لمنام الشمس، جاء الحسد اللعين فَقَتل، قامت وردة ترتدي دم البراءة ثوبا لتفقع عين الحسد بالحب الأحمر فامتلأ المكان مسرّة للناظرين.



 ****



"الوردة الحمراء"

 زكية محمد


هل رأيت خجل صمتها القرمزي وهو يرتل ترانيم الحظ الخفية .هاهي ذي حربها الشوكية تضع أوزارها خاضعة لنبض عاشق تعب. حلمه شمس متلهفة وصوته قمر شارد، نظرته الناعمة الغارقة في بحرالحرمان.صباح ندي ، يفوح سره توقا، صدقت رسالته واهدت عذوبتها الحمراء فداء عشق أبي و عطرها الساحر شهيد قلب نقي لم ينصفه المطر.







****

"الوردة الحمراء"

 فاطمة سعدالله   


عند أعتاب الفجر ودّعته رفرفتْ روحُه وردةً حمراءَ بمنقار حمامة الرّحيل. هَمَتْ من عيْنيْها غمامتان.ارتوى عطشُ الشهيد إلى الخلود.







****

"الوردة الحمراء"

 نعيمة حميد


يقطنها عبق هناك حيث تشرق شمس قلوب مظلمة، ترمم احلاما مهترئة تغزو وسائد الليل ، تتجلى في وريقاتها مملكة المطر، تميل لأنامل تذوقت العشق من قلب عصفور ثمل.تأتي بعالم غير منظور هي ضخمة لا تروى و ضئيلة بين طيات الورق.



****



"الوردة الحمراء"

 حسن المهدي


في الحنايا المورقات فوق ميسم منفلت مع الندى يورق الربيع ويكتمل القمر، فياسرها وجدها القرمزي بأكمام صبابات التوهج، عروسة للفصول القانية. وفوق أوراق خدود الخجل الشفقي يفتح غصن الضوء ازراره لمعصم الريح ويسافر بها في ألق الشمس صوب نصف الحياة المنبعث من لعبة الحظ.



****





"الوردة الحمراء"

 أنور غني


 الوردة الحمراء كشوارع مدينتي قاسية لا تبتسم. رداؤها الاحمر ورثته من ساحرة تقطن مدنا ثلجية لا شيء فيها سوى ريح شاحبة و صقيع مرّ. انها تفيض جحيما بارداً و قرمزياً. أنت لا يمكن ان تشعر بلهيب شوقها القاتل.










همش بقلم د أنور غني الموسوي

النص التجريدي و الجمالية التجريدية


المشهد الشيئي و المشهد الشعوري

ما يحصل عادة في الكتابة الشعرية المعهودة هو انه يصار الى التعبير عن المشهد المعين بوحدات لغوية بيانية اعتمادا على الدلالة لايصال الفكرة التي هي عبارة عن افكار شيئية مرتبة في حدث الزمان و المكان، لكن في الكتابة التجريدية يختلف الامر من بدايته أي من جهة تصور الفكرة لدى المؤلف فلا يكون هناك شيئية يراد التعبير عنها بل المشهد يتحول من مشهد شيئي الى مشهد شعوري يعبر عنه. و تكون الكتابة التعبيرية في الوسط بين هذين الحالتين.
ان التحول الاهم على الاطلاق هو بلوغ الشعر حالة الشعرية التجريدية حيث يختفي التصور الفكري الشيئي للمشهد، أي اننا نتعمق في عالمنا الشعوري و الاحساسي الذي يتكون تجاه المشهد الى درجة اننا ننسى المشهد و اشياءه و لا ندرك سوى الانفعال الشعوري الاحساسي تجاهه، فتنتفي الشيئية في التصور و تصبح شيئية المعاني و الافكار شبه معدومة وهذا هو الفرق الكبير في التجربة التجريدية من جهة التاليف و التصور و انتاج الفكرة.
وبعبارة ثانية ان الادراك للفكرة و المشهد الشعري في الشعرية الدلالية ( المعهودة) يكون بتصور الافكار و الاشياء مرتبة في المشهد ، بينما في الشعرية التعبيرية يكون هناك ادراك للنظام الشعوري و الاحساسي الذي يثيره المشهد فينا مع تضاؤل لمركزية المشهد ذاته لكن يبقى نحو التفات لها ، و اما في الشعرية التجريدية فان الادراك بالمشهد يلغى تماما و لا يبقى سوى ادراك للنظام الشعوري الذي يتحقق تجاهه في نفوسنا.
اذن لدينا المشهد الشيئي و لدينا الاحساس الشعوري الذي يتحقق في نفوسنا تجاهه، ما يحصل في الشعرية العادية ( الدلالية) هو طغيان التركيز على شيئية المشهد و تضاؤل التركيز على الاحساس المصاحب، اما في الشعرية التعبيرية يكون التركيز على الاثنين متقاربا، لكن في الشعرية التجريدية فانه يحصل طغيان للادراك بالاحساس الشعوري مع تضاؤل للادراك بشيئية المشهد حد تلاشيه. فلدينا مشهد شيئي  في الشعرية الدلالية العادية و مشهد شعوري  في الشعرية التجريدية و مشهد وسط بينهما في الشعرية التعبيرية.
التعبير التدلالي و التعبير التجريدي
ما يحصل في التعبير الشعري الدلالي المعهود هو ان يعبر عن الفكرة بمجاز شعري و برمزية معنوية بيانية معتمدا على الحكائية المعنوية و المرجعية التفاهمية فتكون الالفاظ مشيرة بشكل او باخرى الى اشياء خارجية مقصودة ، أي ان الشيئية محورية في الشعرية العادية.
لكن في الشعرية التعبيرية يحصل تحرر من هذه الشيئية و يحصل تحرر من التوصيل و من منطقية توصيل الفكرة و الرسالة بالحكائية المعنوية ، فيصار الى توصيل الرسالة بالثقل الاحساسي و الشعوري المصاحب للمعاني ، فلا تكون المعاني مرئية بل البعد العاطفي الشعوري هو المرئي وهذا تحول مهم في الكتابة الشعرية.
اذن في الشعرية العادية يتم التعبير عن المشهد الشيئي بالمجاز الشعري وهذه هو مفهوم الجمالية في الشعرية الدلالية المعهودة حيث تستند الى مرجعية لغوية، اما في الشعرية التعبيرية فلا يكون الاعتماد على المجاز وانما يكون الاعتماد على استحضار الثقل الشعوري للمعاني و اعتماد المرجعية الاحساسية و الشعورية ولو من دون مجاز وهذا ما اسميناه باللغة التعبيرية ، حتى تصل الى درجة تضاؤل الادراك بالمعنى و يصبح الادراك كله بالنظام الاحساسي الحاضر، فينتقل النظام الشعوري الاحساسي من حالة المصاحبة لمعنى الى حالة الاستقلال بالوجود، فيدرك مجردا وهذا هو جوهر التعبير التجريدي. 
و حينما ناتي الى النص ما عاد لدينا حدث ولا فاعل و لا شيئية مركزية و انما  لدينا كيانات شعورية و احساسية. فالنص التجريدي لا يتكون من معاني مرتبة بمنطقية لغوية كما في النص العادي و انما يتكون من مكونات شعورية مرتبة في نظام احساسي وهنا تكمن الثورة الكبرى في التعبير  التجريدي و التي لا يدرك الكثيرون اهميتها الان ، حيث ان النص يتحول من نظام لغوية مكون من وحدات دلالية مرتبة في نسق دلالي الى نظام احساسي مكون من وحدات شعورية مرتبة في نسق احساسي.
فما لدينا في التعبير التجريدي  ادراك شعوري احساسي معبر عنه بكلام تجريدي بواسطة حكائية تعبيرية احساسية بينما ما لدينا في التعبير الدلالي العادي فادراك فكري شيئي معبر عنه بكلام دلالي بواسطة الحكائية التوصيلية للالفاظ. نعم النص يبقى متكونا من كلمات الا ان وجود الكلمات في النص و تجليها مختلف، ففي النص الدلالي التوصيلي التجلي للدلالة اللغوية بينما في النص التجريدي فبالتجلي للكتلة الشعورية. و بدلا من الفهم الدلالي للنص و الكلمات يصبح لدينا فهم جمالي احساسي للنص و كلماته، حيث تدرك الكلمات ليس بما هي وحدات دلالية بل بما هي وحدات شعورية، و النص لا يدرك كنظام لغوي بل يدرك كنظام شعوري احساسي، وهذا فرق مهم للغاية كبير بين الجمالية العادي و الجمالية التجريدية.


تشيّؤ الاحساس و الجمال
لا بد من التاكيد على هذا الفهم  المهم وهو ان الادراك التجريدي هو استقلال الاحساس  في الوجود و تجرده عن الاشياء المثيرة و الحاملة له فلا يكون محتاج الى المعاني و الشيئية ليدرك بل هو يدرك بذاته كشيء وهذا ما نسميه ( تشيؤ الاحساس) وهذا تحول كبير و مهم في الادرك للاشياء ، وهذا العمل هو ابتداع جمالية جديدة غير معهودة وهي جمالية ( الاحساس المستقل بوجوده) أي الجمال المتشيء  اذ ليس معهودا في نظرية المعرفة ان يدرك الشعور مستقلا عما يثيره و لا ادراك الجمال مستقبل عن الجميل.
فالمعهود ان الشعور والاحساس هو انفعال بشيء مثير، وهذا ايضا يجري في ادراك الجمال بان هناك شيئا جميلا يدرك جماله لكن ما يحصل في الادراك التجريدي هو انه يتم ادراك الاحساس من دون مثيره و ادراك الجمال بذاته من دون ادراك الجميل، فلا يلتفت الى الجميل بل يلتفت الى الجمال فقط. فالتجريدي هي ادراك الاحساس من دون ادراك ما يثيره و ادراك الجمال من دون ادراك للجميل الذي كان عنه ذلك الجمال. و حينما نقول انه لا يدرك الجميل لا يعني انه معدوم بل هو موجود الا انه غير ملتفت اليه و انما يعرف و يثبت وجوده بالمادية اللفظية بان هناك لفظ يدل عليه و بالدلالة العقلية بان الجمال يكون عن جميل. و من الواضح انه يمكن تحقيق ادراك قوي بالاحساس و الشعور من دون ادراك ما يثره و ادراك بالجمال مع ابهام و اجمال بالجميل ، فنقول ان لدينا هنا جمالا لشيء جميل و ان كنا لا نشخص الشيء الجميل من حيث التجنيس و التنويع و انما هو شيء مبهم و مجمل.



ملخص المصطلحات المذكورة
مشهد شيئيئ يقابله مشهد شعوري
ادراك شيئي يقابله ادراك شعوري
جمال محمول يقابله جمال متشيء
نص دلالي يقابله نص تجريدي
جمالية عادية تقابلها جمالية تجريدية
دلالة لغوية يقابله كتلة شعورية
تعبير دلالي يقابله تعبير شعوري
نسق لغوي يقابله نسق احساسيي
مرجعية لغوية يقابله مرجعية شعورية.