قصيدتان تجريديتان؛ زكية محمد














"حسناء القطب المتجمد "

تحترق شوقا كلما خنقها فحيحه اللاسع، فينسكب السكون على روحها المقشعرة. هكذا اعتادت أن تحتضن جبروته اللذيذ. احلامها المرتجفة، طفلة رقيقة ترسم قبلة دافئة على خد بارد. صوته الشاحب يراقص الريح الحمقاء وعلى غفلة يسدل ستار الغيرة الرمادي على جمالها. مستبد سادي يعشقها ضعيفة ومكتئبة. لكن جدائلها الشقراء الطويلة تغوي البحار والانهار فتتغزل الطيور والعصافير الصغار ببهائها ودفئها بكل انبهار. ماسة حمراء، تهيج نيران غضبه فيحجبها وينفيها ملكة قلبه حسناء القطب المتجمد.





"الوردة الحمراء".

هل رأيت خجل صمتها القرمزي وهو يرتل ترانيم الحظ الخفية. هاهي ذي حربها الشوكية تضع أوزارها خاضعة لنبض عاشق تعب، حلمه شمس متلهفة وصوته قمر شارد ، نظرته الناعمة الغارقة في بحرالحرمان، صباح ندي ، يفوح سره توقا ، صدقت رسالته واهدت عذوبتها الحمراء فداء عشق أبي و عطرها الساحر شهيد قلب نقي لم ينصفه المطر.








زكية محمد ؛ المغرب